في زمن تتطور فيه التكنولوجيا بسرعة لم يسبق لها مثيل، أصبحت المؤسسات تبحث بشكل دائم عن طرق لتحديث طرق عملها وزيادة كفاءتها. من بين الكلمات الشائعة التي نسمعها كثيرًا في هذا الإطار: الرقمنة والتحول الرقمي. يُعد الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة من الأمور المهمة التي يجب فهمها، حيث يختلط الأمر على الكثيرين بسبب ارتباط المصطلحين باستخدام التكنولوجيا لتحسين الخدمات والعمليات، إلا أن هناك فروق رئيسية بينهما. وعلى الرغم من وجود تشابه سطحي بين الكلمتين، إلا أن لكل منهما معنى مختلف وجوهر خاص، مما يستدعي فهمًا دقيقًا للتمييز بينهما وتحديد كيف يمكن الاستفادة منهما في تحسين المؤسسات.
ابدأ الآن بتحسين مهاراتك من خلال دوراتنا المتخصصة على منصة روت، التي تم إنشاؤها خصيصاً لرفع إمكانياتك وإرشادك نحو التميز!
ماهو الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة
تشير الرقمنة إلى تحويل البيانات من الشكل التناظري إلى التنسيق الرقمي، بمعنى تحويل المعلومات إلى صيغة رقمية. بينما يعني التحوّل الرقمي اعتماد التكنولوجيا الرقمية لإحداث تغييرات في أسلوب العمل ونمط الحياة.
إلى جانب ما تم ذكره سابقا، يمكن الإشارة إلى بعض الفروق الإضافية بين الرقمنة والتحول الرقمي، ومن أبرز هذه الفروق:
- تركز الرقمنة على تحويل المستندات والمعلومات من الصيغة التناظرية إلى الصيغة الرقمية، بينما يركز التحول الرقمي على تحويل العمليات الإدارية والإنتاجية والتسويقية والخدمية إلى الشكل الإلكتروني.
- تتعلق الرقمنة بالتقنيات الرقمية المعتمدة في تحويل المعلومات إلى النمط الرقمي، بينما يرتبط التحول الرقمي بالتغييرات الثقافية والتنظيمية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتج عن تبني التكنولوجيا الرقمية.
- يمكن اعتبار الرقمنة عملية محدودة ومؤقتة تهدف إلى تحويل المعلومات إلى الصيغة الرقمية، بينما يمثل التحول الرقمي تغييرًا شاملًا في العمليات والأساليب والثقافات والأداء.
- يمكن أن تسهم الرقمنة في تحسين عمليات الإدارة والتنظيم والحفظ والتحليل واسترجاع المعلومات، بينما يتيح التحول الرقمي تطوير خدمات ومنتجات وعمليات إنتاجية جديدة ومبتكرة، بالإضافة إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية.
- يمكن أن تكون الرقمنة جزءًا من خطة التحول الرقمي، إلا أن التحول الرقمي يتطلب النظر إلى العمليات بصورة شاملة ووضع استراتيجية تشمل كافة جوانب العمل.
تعرف على أهمية تطوير المهارات الرقمية في بيئة العمل لتحقيق التميز المهني
لماذا فهم هذا الفرق هو مفتاح نجاحك الرقمي؟
يتضمن التحول الرقمي مجموعة من العناصر الأساسية التي تؤثر على الشركات والحكومات والأفراد، ومن بين هذه العناصر:
- الانتقال إلى العمل عن بُعد: حيث يتمكن الموظفون من العمل من أي مكان في العالم من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية وتقنيات الاتصال الحديثة.
- تحسين أساليب الإنتاج والتصنيع: حيث تساهم التكنولوجيا الرقمية في رفع جودة المنتجات والخدمات، وتعزيز عمليات التصنيع والإنتاج.
- تعزيز تجربة المستخدم: حيث تسهم التكنولوجيا الرقمية في تطوير تجربة العملاء وتقديم خدمات محسنّة لهم.
- الابتكار والتقدم: حيث تتيح التكنولوجيا الرقمية تطوير منتجات وخدمات جديدة ومبتكرة، بالإضافة إلى تسريع وتيسير عمليات الإبداع.
- ضمان الأمن السيبراني: حيث يتطلب التحول الرقمي توفير مستوى عالٍ من الحماية الأمنية للبيانات والمعلومات المتداولة عبر الشبكة.
بالإضافة إلى ذلك، يفتح دمج الرقمنة مع التحول الرقمي أمام المؤسسات فرصاً متعددة فيما يخص التطوير والنمو. على سبيل المثال:
- في مجال الصحة، يمكن الاعتماد على الرقمنة لتحويل ملفات المرضى إلى صيغة إلكترونية، بينما يُستخدم التحول الرقمي لإنشاء أنظمة ذكية للتشخيص عن بُعد وربط الأطباء بالمرضى من خلال التطبيقات.
- في التعليم، يتم رقمنة المناهج الدراسية، بينما يصاحبه التحول الرقمي من خلال تصميم بيئات تعليمية تفاعلية مخصصة باستخدام تقنيات الواقع المعزز.
- في القطاع المصرفي، تبدأ الخطوة برقمنة المعاملات الورقية، ثم تنتقل إلى حلول مصرفية رقمية متكاملة، مثل تطبيقات الدفع وخدمات العملاء الآلية.
وهكذا، يتضح أن المؤسسات التي تجمع بين الرقمنة والتحول الرقمي تمتاز بمرونة عالية وقدرة أفضل على التكيف مع التغيرات، فضلاً عن تنافسية أكبر في السوق.
ما هي الرقمنة (Digitization)؟ الأساس الذي لا بد منه
الرقمنة تعني ببساطة تحويل المعلومات من شكلها الورقي أو التقليدي إلى شكل رقمي. بمعنى آخر، الرقمنة تعني تحويل المحتوى التقليدي إلى صيغ إلكترونية يمكن للبرمجيات والأجهزة معالجتها.
ويتم ذلك من خلال مسح المعلومات التقليدية وترميزها، يمكن لأجهزة الكمبيوتر تخزينها بشكل رقمي ليسهل الوصول إليها واسترجاعها.
على سبيل المثال، عندما تقوم شركة بتحويل الفواتير الورقية وسجلات الموظفين إلى ملفات رقمية PDF أو قواعد بيانات إلكترونية، فهي تقوم بتطبيق الرقمنة. أيضًا، عندما تُستخدم أجهزة المسح على قاعدة بيانات لترتيب معلومات العملاء بدلاً من الدفاتر القديمة وتحويل العقود الورقية إلى صور رقمية، فهذا يعتبر جزءًا من الرقمنة. بالإضافة إلى ذلك، سجيل محاضرة صوتية بدلاً من الاعتماد على الملاحظات المدوّنة باليد.
ومع ذلك، على الرغم من أن الرقمنة تمثل خطوة مهمة نحو التحديث، إلا أنها لا تغير بشكل جذري كيفية عمل المؤسسة أو نموذجها التشغيلي.
يمكنك ايضا التعرف من هنا على مجالات البرمجه مع منصة روت
ما هو التحول الرقمي (Digital Transformation)؟
في المقابل، يُشير التحول الرقمي إلى عملية أكثر شمولاً تهدف إلى استخدام التكنولوجيا لإحداث تغييرات كبيرة في كيفية تقديم الخدمات، والتفاعل مع الزبائن، وإدارة العمليات الداخلية.
إنه أسلوب تتبعه المؤسسة يركز على دمج التقنيات الرقمية من أجل إجراء تغييرات جذرية في عملياتها وثقافتها وطريقة عمل الموظفين وتقديم فوائد للعملاء، من خلال إنشاء عمليات جديدة أو تعديل العمليات الحالية.
بعبارة أخرى، لا يقتصر التحول الرقمي على تحويل البيانات إلى أشكال إلكترونية فقط، بل يتضمن أيضًا إعادة تصميم نماذج العمل، واستخدام أدوات ذكية، وتغيير الثقافة داخل المؤسسة لتكون متناسبة مع العصر الرقمي، وهنا يكمن الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة.
مثلًا، عندما تعتمد شركة توصيل نظامًا ذكيًا لتتبع الطلبات في الوقت الحقيقي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتربط جميع مراحل الشحن بتطبيق مخصص للزبائن، فإنها بذلك تنفذ تحولًا رقميًا وليس مجرد رقمنة.
قم بتعزيز قدراتك وزيادة معرفتك في مجال تكنولوجيا المعلومات من خلال دورات إدارة نظم المعلومات وخدمات الإدارة التي تقدمها منصة روت.
ماهي أنواع التحول الرقمي
تقود التطورات التكنولوجية الحاجة إلى الرقمية وتؤيد رقمنة الكيانات. هناك أنواع متعددة من التحول الرقمي التي تحتاجها الشركات لترقية أعمالها، ومن بينها:
1. تحويل العمليات التجارية:
يساهم ابتكار العمليات التجارية في إعادة تشكيل الطريقة التي تعمل بها المؤسسات، حيث يؤثر على كيفية استخدام الموظفين للتقنيات الحديثة في مهامهم اليومية. يشمل ذلك أتمتة الإجراءات الروتينية، وزيادة كفاءة الاستثمارات في مجالات التسويق والبحث والتطوير من خلال جمع دمج بيانات جديدة في عملية اتخاذ القرارات التجارية.
الهدف الأساسي هو تقليل النفقات، كما يشمل تقليص الوقت المطلوب للتسويق، وتعزيز جودة المنتجات والخدمات، وتحسين تجربة المستهلكين، وتعزيز الصورة العامة للعلامة التجارية.
2. تحويل نموذج العمل:
هذا النوع من التحول الرقمي يعدل نماذج الأعمال لتتوافق مع البيئة الرقمية المتطورة.
عادةً ما يتضمن تحويل القسم الاستراتيجي من العمل لاستكشاف فرص الطرق البديلة لتنفيذ الأعمال، كما يركز على الابتكار والتفكير الإبداعي لتحسين النتائج المهنية.
3. تحويل النطاق:
يشير إلى تجاوز الحدود التقليدية التي تواجهها حاليًا أسواق الشركات وإمكاناتها.
مدفوعة باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والأنواع الحديثة من الهواتف، والتكنولوجيا القابلة للارتداء، وإنترنت الأشياء.
4. التحول الثقافي:
يجب أن يبدأ بتعليم الموظفين الحاليين لضمان فهم الجميع لإمكانات التكنولوجيا الحديثة في تحسين الأداء، وتعزيز التعاون الداخلي، وابتكار طرق جديدة للتفاعل مع العملاء.
تتطلب الاستفادة من التكنولوجيا وخلق عملية ابتكار مستمر قوة عاملة مرنة وقادرة على التعامل مع التغييرات، ومستعدة للاكتساب المستمر للمعرفة والتطوير. هذه المهارات ضرورية لدمج التكنولوجيا في بنية الشركة، وتغيير العمليات ونماذج العمل والمنتجات ووسائل الاتصال.
5. التحول السحابي:
تساعد هذه العملية عملية المؤسسات في نقل أنظمتها المعلوماتية إلى بيئات الحوسبة السحابية، على سبيل المثال، قد تقوم الشركة بنقل تطبيقات أو بيانات أو خدمات معينة فقط، مع الاحتفاظ ببعض الهياكل القديمة، أو نقل كل بنيتها التحتية إلى السحابة.
البعد الآخر للتحول السحابي يتعلق بالملكية حيث تستفيد بعض المؤسسات من السحابة العامة، وهي مراكز بيانات تديرها جهة خارجية، بينما يقوم آخرون ببناء بيئة الحوسبة السحابية داخل الشركة، والمعروفة بسحابة خاصة، ويجمع الكثيرون بين النمطين لإنشاء بنية سحابية هجينة.
يوفر الابتكار السحابي فوائد عديدة، مثل تحسين كفاءة مشاركة البيانات والتخزين، وتسريع زمن التسويق، وزيادة القدرة على التوسع والمرونة، وفي نفس الوقت، يثير تحديات تنظيمية كبيرة بما في ذلك الحوكمة والأمان ومراقبة التكاليف.
6. تحويل المجال:
يعني تغيير المجال في عالم التحول الرقمي أن الشركة تستخدم تقنيات جديدة لتوسيع مجموعة عروضها، وغالبًا ما تقرر العديد من المؤسسات النمو من خلال دخول مجالات جديدة وتقديم مجموعة أوسع من الخدمات أو المنتجات التي لا تتعلق جميعها بنفس السوق.
تصفح من هنا الدورات الخاصه بالذكاء الاصطناعي
الاسئله الشائعه :
ما هو الفرق بين الرقمي والرقمنة؟
لتحديد الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة يجب الإشارة إلى أن الرقمنة تمثل تحولاً بسيطاً يركز على تعديل الشكل، بينما التحول الرقمي يمثل عملية أكبر تهدف إلى تغيير الجوهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرقمنة ليست بالضرورة كفيلة بتحسين أداء المؤسسة، في حين أن التحول الرقمي يسعى إلى إحداث تأثير واضح في أساليب العمل وتحقيق نتائج استراتيجية.
ما الفرق بين digitization و digitalization؟
الرقمنة أو (Digitization) تعرف بأنها الإجراء الذي يتم فيه تغيير المعلومات من وضعها الفعلي إلى وضع رقمي. تتيح هذه الطريقة تحويل البيانات والمستندات المطبوعة إلى نسخ رقمية يمكن تخزينها واسترجاعها بيسر وسرعة. بينما الأتمتة أو (digitalization) تتعدى عملية الرقمنة لتشمل توظيف التكنولوجيا الرقمية في تعزيز وأتمتة الأنشطة التجارية.
ما هي أمثلة التحول الرقمي؟
أمثلة على التحول الرقمي تتضمن الاستفادة من التطبيقات والمنصات الرقمية، الانتقال إلى الخدمات السحابية، تحويل الخدمات الحكومية إلى صيغة رقمية، التعليم عن بعد، التجارة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى تطبيقات أتمتة المصانع وأنظمة الدفع الإلكتروني.
الفرق بين التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي؟
يمكن وصف التحول الرقمي بأنه أسلوب يعتمد على التقنيات الرقمية من أجل إعادة تنظيم العمليات والخدمات ونماذج الأعمال داخل الشركات. ومن ناحية أخرى، يُظهر الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز الوسائل في هذا التحول الرقمي. فهو لا يقتصر على الأتمتة فقط، بل يشمل أيضاً تحليل كميات ضخمة من البيانات، توقع الاتجاهات، مساعدة في اتخاذ القرارات، وتخصيص التجارب.
في الختام، بالرغم من العلاقة الوطيدة بين مفاهيم التحول الرقمي، الرقمنة، الأتمتة، والتكنولوجيا؛ إلا أن فهم الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة في أهدافها واستخداماتها يسهم في تعزيز الكفاءة ودعم الابتكار، كما يؤهل المؤسسات لتوجيه استثماراتها نحو المسار الصحيح بما يعود بالنفع على نجاحها في المستقبل.
